آثرت صمتًا
يُسمعُ لأناتِها صخبٌ و صدى
زفراتُها حارقة نافذة إلى أعمق ما يُمكن الإخفاء فيه
عيناها قلقةٌ و الدمعُ فيهما مُترقرقُ
تسمَّّرت
و لم تُحرك ساكنًا
يُسرع نبضها
و يغمُرها عرقٌ غزير
" لما يلفُ ذراعيه حول تلك الغانية الماكرة ؟ "
و بين ذهابٍ و إياب تتردد
أتواجههُ ..؟ أم تمضى كأنها لم تعلم ؟
و فى شرودها هذا
تمتدُ يدٌ تُربتُ على كتفها
و تهمسُ لها : " اتركيه فإنه لا يستحقُ عناءكِ ..‼ "
" فمن تلذذ بأحضان أخرى و لم يرى شررُ غيرتكِ فهو غيرُ أهلٍ لحبكِ "
أجهشت فى البكاء
و إلتفتت على إثر كلماتِ مجهول
هى تُومأ برأسها تصديقًا على قوله
لم تجد حولها إلا طريقٍ خالٍ من الحياة
ظنت أنها على وشكِ أن تفقد عقلها
أخذت تتلفت يُمنة و يُسرة
تبحث عن صاحب القول الحكيم
تسلل اليأسُ على ملامحها
فقررت أن تمضى و بعقلها كلماتهُ المُنيرة
كان هُناك يتوارى عن ناظريها
يراها من حيثُ لا تراه
و سيبقى لها الإحتماء الذى يرعاها دون أن تلح فى النداء